الله معي الله ناظري الله شاهدي
الله معي الله ناظري الله شاهدي أورد الغزالي في إحياء علوم الدين هذه القصة اللطيفة فقال : قال سهل بن عبدالله التستري : كنت وأنا ابن ثلاث سنين أقوم بالليل فأنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار فقال لي يوما : ألا تذكر الله الذي خلقك ، فقلت : كيف أذكره ؟ فقال : قل بقلبك عند تقلبك بثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرك
به لسانك ، الله معي ، الله ناظري ، الله شاهدي ، فقلت ذلك ليالي ثم أعلمته ، فقال : قل في كل ليلة سبع مرات ، فقلت ذلك ثم أعلمته ، فقال : قل ذلك كل ليلة إحدى عشرة مرة ، فقلته ، فوقع في قلبي حلاوته ، فلما كان بعد سنة ، قال لي خالي : احفظ ما علمتك ، ودم عليه إلى أن تدخل القبر فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة ، فلم أزل على ذلك سنين ، فوجدت لذلك حلاوة في سري ، ثم قال لي خالي يوما : يا سهل من كان الله معه وناظرا إليه وشاهده ، أيعصيه ؟ إياك والمعصية ، فكنت أخلو بنفسي فبعثوا بي إلى المكتب ، فقلت إني لأخشى أن يتفرق علي همي ، ولكن شارطوا المعلم أني أذهب إليه ساعة فأتعلم ثم أرجع ، فمضيت إلى الكُتّاب ، فتعلمت القرآن وحفظته وأنا ابن ست سنين أو سبع سنين ، وكنت أصوم الدهر وقوتي من خبز الشعير اثنتي عشرة سنة .
****************
قصة الحكيم والكوب
كان هناك رجل يريد أن يطور ذاته ويحسن مستقبله ، وكان يسأل عن هذا الأمر كثيراً ، وفي يوم من الأيام أخبروه أنه يوجد في مكان بعيد حكيم له خبرات وتجارب في الحياة يستطيع أن يفيده في تطوير ذاته ، فذهب إليه بعد أن قطع مسافات طويلة .
عندما وصل الرجل لبيت الحكيم طرق الباب فخرج الخادم وفتح الباب ، فقال له الرجل أنه أتى من مكان بعيد ليلتقي مع الحكيم ، فأدخله لغرفة الجلوس ودخل لنداء الحكيم .
تأخر الحكيم على الرجل ثلاث ساعات ، وبعدها خرج له ورحب به ، أخذ الرجل في ذكر قصته للحكيم ولماذا أتى إليه بكل حماس ، وفجأة قاطعه الحكيم وأمر الخادم بأن يحضر الشاي ، أستغرب الرجل من هذا التصرف ، ولكنه أكمل حديثه بكل حماس .
وفي أثناء ذلك أعطى الحكيم الرجل كأس فارغ فمسك الرجل الكأس بيده وأكمل قصته ، فأخذ الحكيم يصب الشاي من البراد في كأس الرجل حتى امتلئ الكأس تماماً وبدأ يفيض الشاي على الرجل ، وهنا فقد الرجل أعصابه وقال له : لماذا تفعل ذلك معي ، لم تستمع مني بطريقة مناسبة وعندما أردت أن تصب الشاي لي لم تفعل ذلك بطريقة مناسبة .
فأجاب الحكيم : كنت أريد أن أقول لك أن الكأس إذا كانت ممتلئة مهما وضعت بها أشياء مفيدة ومناسبة فإنها سوف تفيض وتسكب خارج الكأس ، وكذلك النفس البشرية ، فإذا أتيت إلي هنا وأنت مليء بالأفكار والعقلية القديمة فمهما قلت لك من أمور مفيدة ومعلومات جيدة فلن تغيير شيئ في حياتك .
******************************
قصة أريد أن أغيير العالم
يحكى أن رجلاً عندما بلغ العشرين كان يريد أن يغيير العالم وقرر ذلك ، وبعد عشر سنوات كاملة اكتشف أن شيئاً في العالم لم يتغير ، عندها قرر أن يغير هدفه ليكون تغيير دولته فقرر ذلك ، وبعد عشر سنوات لم يتغيير شيئاً من دولته ، فقرر أن يغيير مدينته واستمر على ذلك مدة عشر سنوات ولكن شيئاً من مدينته لم يتغيير ، وعند ذلك قرر أن يغيير الحي الذي يسكن فيه وبعد فترة عشر سنوات شيئاً من حييه لم يتغيير ، فقرر أن يغيير بيته وبعد عشر سنوات شيئاً من بيته لم يتغيير ، وعندما وصل إلى السبعين من العمر وعند وفاته اكتشف أنه كان ينبغي له أن يبدأ ويغير نفسه ، لأنه بتغيره لنفسه يستطيع تغيير بيته فالحي الذي يسكن فيه ثم المدينه فالدولة وربما يغيير العالم كله بعد ذلك ، فالتغيير يبدأ من الداخل .
كتبه المدرب : معتز يحيى سنبل
***********************
والدتي تحكي حكاية
قصة والدتي :
والدتي كانت تحكي لي قصص قبل النوم عندما كنت في المدرسة ، وفي صمت وهدوء كنت أستمع إليها وأتخيل صور ومشاهد هذه القصة ، ومن خلال حكايتها أشعر بإسترخاء تام وراحة
حتى أعتدت على سماع القصص الخيالية التي تنمي لدي قوة الخيال الواسع ، وأثناء حكايتها لي كان صوتها هاديء ومنخفض مما أشعرني بإسترخاء وراحة عمت كل جسدي ومع سكنة الليل وفي جنح الظلام دخلت في نوم عميق .
ومن هذه القصص الخيالية قصة بنت إسمها ( نجاح ) وهذه نجاح كانت دائما متفوقة في دراستها وتحل واجباتها أولا بأول ومطيعة لوالدتها التي أهتمت بها بعد وفاة والدها حتى تخرجت من المدرسة ، وبعدما تزوجت أصبحت تهتم بزوجها وأولادها ولم تنسى فضل أمها عليها التي سهرت الليالي من أجلها والتي أهتمت بتعليمها وتربيتها .
وأصبحت تمثل والدتها في كل شيء في العناية ببيتها وتربية أولادها والإهتمام بشؤون زوجها
ومثل ما كانت تستمع لحكايات والدتها قبل النوم ، أصبحت تحكي لأولادها حكايات وقصص خيالية قبل نومهم حتى تشعرهم بإسترخاء وراحة ونوم هاديء ومريح .
وهي تحكي لأولادها تمثل لهم صور ومشاهد القصة وتحاول تشعرهم بكل أحاسيسها من هذه القصة حتى ينسجموا معها وبصوتها الهادي والمنخفض ...
وأثناء حكايتها تحاول تعيش داخل القصة بصورها وسماعها للأصوات وأحاسيسها ومشاعرها من هذه القصة الخيالية والتي أصبحت تتفنن بها في إلقائها لأولادها وبناتها ، ولذلك أولادها يحبوا سماع القصص قبل النوم .
**************************
قصة الرجل المسكين والتفاحة
يحكى انه في القرن الاول الهجري كان هناك شابا تقيا يطلب العلم ومتفرغ له ولكنه كان فقيرا وفي يوم من الايام خرج من بيته من شدة الجوع ولانه لم يجد ما يأكله فانتهى به الطريق الىاحد البساتين والتي كانت مملؤة باشجار التفاح وكان احد اغصان شجرة منها متدليا في الطريق ... فحدثته نفسه ان ياكل هذه التفاحة ويسد بها رمقه ولا احد يراه ولن ينقص هذا البستان بسبب تفاحة واحده ... فقطف تفاحة واحدة وجلس ياكلها حتى ذهب جوعه ولما رجع الى بيته بدات نفسه تلومه .....وهذا هو حال المؤمن دائما جلس يفكر ويقول كيف اكلت هذه التفاحة وهي مال لمسلم ولم استأذن منه ولم استسمحه. فذهب يبحث عن صاحب البستان حتى وجده فقال له الشاب يا عم بالامس بلغ بي الجوع مبلغا عظيما واكلت تفاحة من بستانك من دون علمك وهئنذا اليوم استأذنك فيها.... فقال له صاحب البستان . والله لا اسامحك بل انا خصيمك يوم القيامة عند الله..... بدأ الشاب المؤمن يبكي ويتوسل اليه ان يسامحه وقال له انا مستعد ان اعمل اي شي بشرط ان تسامحني وتحللني وبدا يتوسل الى صاحب البستان وصاحب البستان لا يزداد الا اصرارا وذهب وتركه والشاب يلحقه ويتوسل اليه حتى دخل بيته وبقي الشاب عند البيت ينتظر خروجه الى صلاة العصر.. فلما خرج صاحب البستان وجد الشاب لا زال واقفا ودموعه التي تحدرت على لحيته فزادت وجهه نورا غير نور الطاعة والعلم فقال الشاب لصاحب البستان يا عم انني مستعد للعمل فلاحا في هذا البستان من دون اجر باقي عمري او اي امر تريد ولكن بشرط ان تسامحني عندها... اطرق صاحب البستان يفكر ثم قال يا بني انني مستعد ان اسامحك الان....لكن بشرط فرح الشاب وتهلل وجهه بالفرح وقال اشترط ما بدى لك ياعم فقال صاحب البستان شرطي هو ان تتزوج ابنتي !!!ا صدم الشاب من هذا الجواب وذهل ولم يستوعب بعد هذا الشرط ثم اكمل صاحب البستان قوله ... ولكن يا بني اعلم اني ابنتي عمياء وصماء وبكماء وايضا مقعدة لا تمشي ومنذ زمن وانا ابحث لها عن زوج استأمنه عليها ويقبل بها بجميع مواصفاتها التي ذكرتها فان وافقت عليها سامحتك صدم الشاب مرة اخرى بهذه المصيبة الثانية وبدأيفكر كيف يعيش مع هذه العلة خصوصا انه لازال في مقتبل العمر؟ وكيف تقوم بشؤنه وترعى بيته وتهتم به وهي بهذه العاهات ؟ بدأيحسبها ويقول اصبر عليها في الدنيا ولكن انجو من ورطة التفاحة !!!!ا ثم توجه الى صاحب البستان وقال له يا عم لقد قبلت ابنتك واسال الله ان يجازيني على نيتي وان يعوضني خيرا مما اصابني ...فقال صاحب البستان .... حسناا يا بني موعدك الخميس القادم عندي في البيت لوليمة زواجك وانا اتكفل لك بمهرها فلما كان يوم الخميس جاء هذا الشاب متثاقل الخطى... حزين الفؤاد... منكسرالخاطر... ليس كأي زوج ذاهب الى يوم عرسه فلما طرق الباب فتح له ابوها وادخله البيت وبعد ان تجاذبا اطراف الحديث قال له يا بني... تفضل يالدخول على زوجتك وبارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما على خير واخذه بيده وذهب به الى الغرفة التي تجلس فيها ابنته ...فلما فتح الباب ورآها ..... فاذا فتاة بيضاء اجمل من القمر قد انسدل شعركالحرير على كتفيها فقامت ومشت اليه فاذا هي ممشوقة القوام وسلمت عليه وقالت السلام عليك يا زوجي ....اما صاحبنا فهو قد وقف في مكانه يتأملها وكأنه امام حورية من حوريات الجنة نزلت الى الارض وهو لا يصدق ما يرى ولا يعلم مالذي حدث ولماذا قال ابوها ذلك الكلام
... ففهمت ما يدور في باله ، فذهبت اليه وصافحته وقبلت يده وقالتانني عمياء من النظر الى الحرام.......
وبكماء من الكلام في الحرام............
وصماء من الاستماع الى الحرام........
ولا تخطو رجلاي خطوة الى الحرام....
... وانني وحيدة ابي ومنذعدة سنوات وابي يبحث لي عن زوج صالح فلما اتيته تستاذنه في تفاحة وتبكي من اجلها قال ابي ان من يخاف من اكل تفاحة لا تحل له ...حري به ان يخاف الله في ابنتي فهنيئا لي بك زوجا وهنيئا لابي بنسبك
وبعد عام انجبت هذا الفتاة من هذا الشاب غلاما كان من القلائل الذين مروا على هذه الأمة
اتدرون من ذلك الغلام ؟
انه الامام ابو حنيفة صاحب المذهب الفقهي المشهور
**************************
موقع يحتوي على قصص تربوية رائعة
http://islamicfamily.roro44.com/isla...ly-60-0-0.html